السوشيال ميديا- فتن عرقية وطائفية تهدد وحدة الوطن
المؤلف: محمد العصيمي08.13.2025

أرى أننا سنجابه زمناً نتمنى فيه لو كان لـ«وسائل التواصل الاجتماعي» كياناً بشرياً لإنهاء حياته. وذلك جراء ما نشاهده من تدفقات هذه الأدوات والاستعمال المشين لها، والذي يبلغ أحياناً درجات من الفظاعة. ومن بين مظاهر هذا المسلك المشين والممقوت هو إذكاء نار الفتنة بين الناس على أسس قبلية أو عرقية أو طائفية أو جهوية؛ نظراً لكون هذه الوسائل مشرعة الأبواب لكل من أتى بمعلومة مغلوطة أو أبدى رأياً لا يدرك خطره ولا يفهم تأثيراته على الوطن وعلى أبنائه وعلى الأجيال القادمة.
لقد أشركني نفر مؤخراً في أحد (الهاشتاقات) التي تعج بالاتهامات المتبادلة على أساس الهوية، وطلبوا مني المساندة ضد من يعتبرونهم متطفلين بثقافتهم وأزيائهم وأطعمتهم ولهجاتهم وغيرها. وكان هؤلاء الذين وُصفوا بالمتطفلين قد بادروا عبر عدة أسماء وأوسمة، إلى اتهام قبائل معينة بأنها غريبة ومعتدية ولا يمثل تاريخها إلا مشاهد من البدو الرحل قاطعي الطرق.!!
بين سندان هذا ومطرقة ذاك، يستقبل الصغير والكبير، المثقف والجاهل، الرشيد وغير الرشيد، هذه الرسائل التي تدفع بها منصات مثل تويتر والفيسبوك وغيرها، بهدف زعزعة ما ترسخ في قلوب الناس ووجودهم كوحدة وطنية متماسكة. وإن تبني هذه الأفكار والألفاظ التصنيفية والإقصائية سيعيدنا إلى نعرات الجاهلية البغيضة التي حذر منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال الأنصاري "يا للأنصار" وقال المهاجري "يا للمهاجرين".!!
المفارقة المأساوية أنهم جميعاً يعون ذلك تمام الوعي، ويحفظون عن ظهر قلب آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي الشريف، لكنهم يمضون قدماً في ضلالهم، ويتنافسون في المزايدات، ويصعدون من مواقفهم واتهاماتهم المتبادلة. وإذا ما ظهر من بينهم من ينبههم إلى أن أفعالهم تمثل جريمة في حق الوطن ووحدته واستقراره وأمنه، فإنهم يقابلونه بوابل من الشتائم والتحقير والتصغير، وكأنه اقترف أعظم الآثام وأشنع الأفعال.
إننا إزاء خطر جسيم يتبناه حاقدون ومغرضون ومتربصون، كتائبهم متمرسة في تحريض الناس على (وسائل التواصل الاجتماعي) ليفتك ويشتم بعضهم بعضا، فيتفرقوا ويفقدوا تماسكهم ومصالحهم المشتركة كمواطنين، مما يسهل بعد ذلك الانقضاض عليهم جميعاً وتدمير مكتسباتهم وأمنهم واستقرارهم.
يقع على عاتق العقلاء اليوم مسؤولية عظيمة في استنكار هذه الممارسات والتوعية بمخاطرها وعواقبها الوخيمة، وذلك باستخدام نفس الأدوات والوسائل التي تستخدمها تلك الفئات لنشر سمومها وإشعال الفتن. وبالتوازي مع جهود العقلاء، يجب على الدولة أن تسارع إلى وأد هذه الدعوات الهدامة في مهدها، وأن تصنفها، بغض النظر عن مصدرها، ضمن الخيانات العظمى التي تستوجب أشد العقوبات.
لقد أشركني نفر مؤخراً في أحد (الهاشتاقات) التي تعج بالاتهامات المتبادلة على أساس الهوية، وطلبوا مني المساندة ضد من يعتبرونهم متطفلين بثقافتهم وأزيائهم وأطعمتهم ولهجاتهم وغيرها. وكان هؤلاء الذين وُصفوا بالمتطفلين قد بادروا عبر عدة أسماء وأوسمة، إلى اتهام قبائل معينة بأنها غريبة ومعتدية ولا يمثل تاريخها إلا مشاهد من البدو الرحل قاطعي الطرق.!!
بين سندان هذا ومطرقة ذاك، يستقبل الصغير والكبير، المثقف والجاهل، الرشيد وغير الرشيد، هذه الرسائل التي تدفع بها منصات مثل تويتر والفيسبوك وغيرها، بهدف زعزعة ما ترسخ في قلوب الناس ووجودهم كوحدة وطنية متماسكة. وإن تبني هذه الأفكار والألفاظ التصنيفية والإقصائية سيعيدنا إلى نعرات الجاهلية البغيضة التي حذر منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال الأنصاري "يا للأنصار" وقال المهاجري "يا للمهاجرين".!!
المفارقة المأساوية أنهم جميعاً يعون ذلك تمام الوعي، ويحفظون عن ظهر قلب آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي الشريف، لكنهم يمضون قدماً في ضلالهم، ويتنافسون في المزايدات، ويصعدون من مواقفهم واتهاماتهم المتبادلة. وإذا ما ظهر من بينهم من ينبههم إلى أن أفعالهم تمثل جريمة في حق الوطن ووحدته واستقراره وأمنه، فإنهم يقابلونه بوابل من الشتائم والتحقير والتصغير، وكأنه اقترف أعظم الآثام وأشنع الأفعال.
إننا إزاء خطر جسيم يتبناه حاقدون ومغرضون ومتربصون، كتائبهم متمرسة في تحريض الناس على (وسائل التواصل الاجتماعي) ليفتك ويشتم بعضهم بعضا، فيتفرقوا ويفقدوا تماسكهم ومصالحهم المشتركة كمواطنين، مما يسهل بعد ذلك الانقضاض عليهم جميعاً وتدمير مكتسباتهم وأمنهم واستقرارهم.
يقع على عاتق العقلاء اليوم مسؤولية عظيمة في استنكار هذه الممارسات والتوعية بمخاطرها وعواقبها الوخيمة، وذلك باستخدام نفس الأدوات والوسائل التي تستخدمها تلك الفئات لنشر سمومها وإشعال الفتن. وبالتوازي مع جهود العقلاء، يجب على الدولة أن تسارع إلى وأد هذه الدعوات الهدامة في مهدها، وأن تصنفها، بغض النظر عن مصدرها، ضمن الخيانات العظمى التي تستوجب أشد العقوبات.